الأحد، 24 يوليو 2016

حوار مع شاعر ــ أحمد ساجت شريف ــ شاعر من العراق

توصّلت الدراسة إلى أن الشّاعر أُنسي الحاج، قد جعل قصيدة النثر قضيته الخاصة التي أعمل فيها أدواته، وتحدّيه، وقاموسه، وصوره، وتراكيبه، ففتح بذلك، آفاقاً واسعة من المغامرة التي اقترنت لديه بالحريّة...حريّة الإنطلاق بالشعر العربي إلى فضاءات دلاليّة، ولغويّة جديدة، وعدم الارتهان للشكل الشعري المبني على بحور الخليل، والتفعيلة.
ظلّ الخلاف قائماً بين اللغويين والنقّاد حول مفهوم الشعر، وتمييزه عن النثر. ولا يزال هذا الخلاف عثرةً -حتى أيامنا هذه- أمام كل من يُعنى بدراسة الأدب والشعر وسائر الفنون الكتابية.
وفي محاولة للتوصّل إلى رأي يوفّق بين آراء النقّاد -قديمهم وحديثهم- خصّصنا هذا الفصل لعرض بعض الأقوال والتعريفات حول مفهوم الشعريّة والشعر للتحقّق من وجود منطقة تتوسّط الشّعر والنثر، مما يؤكد وجود قصيدة النثر ويعزّز مفهومها.
وايضا مع اسئلة أخرى تخص تجربة الشاعر الشخصية ونشأتها
أحمد ساجت شريف
س : ما الشعر؟ وكيف يفترق عن النثر؟ وما هي قصيدة النثر؟
ج : اعتقد ان الشعر اكبر من التعريفات التي تناولته وحولته الى صناعة لحظوية تركن الى توهج قد يخفت ، الشعر يتنافى مع المنطق فهو لا يخضع لقواعده ولا الى احكامه .. هو لحظة انعطاف روح ، جحيم مضاعف ، ومواجهة مع الذات لكسر اسر لا مرئي .. 
الفرق بين الشعر والنثر في اطاره التقليدي هو وجود الموسيقى والوزن للتميز بينهما ولكن ومن وجهة نظر / شخصية/ ان موسقة النثر كقصيدة ليست مهمة مستحيلة اذا ما استطاع منتج النص خلق كائنات متحركة لبيان عالمه الخاص للمتلقي وسحبه له واشراكه فيه ...
 قصيدة النثر كما تقول بيرنار في كتابها قصيدة النثر قطعة موجزة كقطعة من البلور ' خلق حر ، تكمن رغبة الكاتب في بنائها خارجا عن كل تحديد... ربما هذا التعريف هو الاكثر قربا لمفهوما قصيدة النثر اكاديميا 
ولكن لاشك في انها في احد اهم ابعادها هو ايجاد مساحة للفكر والتنقل في فخاخ المعنى لتوليد صور جمالية ،، الابتكار والعمق والتكثيف والاقتصاد اللغوي كلها امور تجعل من قصيدة النثر مرآة لاسئلة كبيرة وملحة


س : ما هي اللغة، ما هو اعتبارك لها، هل هي مجرد قارب؟ عامل توصيل. أم أنها أكثر من ذلك؟
وهل قصيدة النثر قادرة بحمل لواء الشعر العربي ..

ج : اللغة اداة المعرفة ،، ابحث فيها عن معجمي وهي بلا شك اكبر من ان تكون مجرد قارب هي محيط لا ينتهي وموجها صور تغري مخيلة الشاعر والفيلسوف والباحث والرسام .. 
من وجهة نظري ليس ثمة ألوية لنحمل علينا ان نحرث الوقت لنكن شعراء في عالم يتقدم بلا توقف

س : سأعيدك قليلاً الى الوراء إلى تاريخك الشخصي وعوامل تكونك الشعري. ما هي العوامل الأساسية التي كونت أحمد ساجت شريف ..

ج : كونني هذا الوطن المحارب ابدا ،، صراخ قتلاه ولافتات النعي التي تملأ جدرانه منذ انا ، الموت الذي يحاصر وجوهنا ودخان الشهقات وهي تتناثر من فمي مذبوحة محترقة ..
اطفال التقاطعات وهم يبحثون عن ملامحهم خلف العربات .
صداقاتي التي نفتها الغيوم ..

والتماع عين امي كلما مرت جنازة في زقاقنا الاسمر ..
المجانين الذين يبتسمون على الارصفة رغم فوضى العالم ..
والغربة وهي تقذفني بعيدا بعيدا جدا كقصيدة لاتكتمل ...


س : أصعب سؤال يطرح على شاعر هو: كيف تكتب قصيدتك. وسوف أوضح هذا السؤال: كيف تتشكل القصيدة عندك، انفعال، تأمل، عزلة ومن ثم الكتابة أم أسلوب آخر؟

ج : القصيدة هي تلك التي تكتبني .. 
العزلة قاموس كبير يرفدني بمعانٍ مبتكرة 
احاول المضي قدما في زقاق التأمل ، ان تكتب قصيدة يعني انك تواجه الموت وهذا هو اشد الالعاب خطورة ... اتمنى ان اكتب يوما ما قصيدة اخيرة



س : ربما يكون من المنطقي السؤال عن الشعر العراقي في ظل غياب مرير، سكن سنوات احتلال هذه البلاد التي كان يضرب المثل بعدد شعرائها: "ارم حجرا في بغداد، فيسقط على رأس شاعر".
أين يتجه المشهد الشعري العراقي في ظل هذه الفوضى ..

ج :  ربما الفوضى وسخام البلاد ومشاهد الموت المتكررة اسهمت في بروز جيل شعري جديد في العراق ... عدد شعراء العراق بعدد الشهداء وقطرات دمهم المنسابة ابدا 
كن واثقا ان اخر شاعر في العالم سيكون عراقيا ياصديقي

س : إلى أين يأخذك الشعر ! أو بمعنى أدق من يقود الآخر ؟

ج : يأخذني لي 
ويعود بي الى البدايات 
وبأضطراب كبير 

يسألني عن الابدية ؟
لازلت ابحث عن اجوبة



س : يقول الشاعر مظفر النواب : - لا أؤمن أساساً بلغة مشتركة، او مصطلح مشترك للشعر او تجربة واحدة. يجب ان يكون لدى كل شاعر تجربته.

هل تكتب بشكل منفرد، وبمعزل عن حركة الشعر نفسها، وإن كان الجواب نعم ألا يصيبك الإحساس أحياناً بأنك بعيد عن "التجربة المشتركة"، عن "الصياغة المشتركة" للتجارب الشعرية الأخرى ..


ج : انا اقرأ للجميع كل الشعر الحقيقي يعنيني ، لكل شاعر تجربة خاصة فالشعر ذاتي في النهاية .. ولكنني ازوال الكتابة وحيدا تماما هي بالنسبة لي جرح وسؤال .. وبالطبع لا افضل التجارب المشتركة والبعد ثراء كبير بالنسبة لي



س : البعد لن يخلق منك شاعرا معروفا ربما اهو ايمانا بالوحدة أم شيئا آخر ؟


ج :  ليس مهما ان اكون معروفا كل مايهمني هو ان اكتب ، افضل كثيرا مصالحة نفسي بعيدا عن العالم ، الشاعر هو من يترك لنا الطريق امام اللغة ولمعانها سواء أكان وحيدا منعزلا ام لم يكن كذلك ،، رحل محمود البريكان صامت وحيدا قتيلا ولكنه بقي يمنحنا مزيدا من الشعر والتساؤلات الكبيرة


س : الديك مجموعات شعرية مطبوعه ؟وهل لديك مشروع منتج شعري قادم .



ج : صدر لي العام الماضي مجموعة بعنوان ( دع للاناشيد غبارها) ولدي مخطوطات شعرية انتظر فرصة لطباعتها


صدر لي العام الماضي مجموعة بعنوان ( دع للاناشيد غبارها) ولدي مخطوطات شعرية انتظر فرصة لطباعتها




الجمعة، 22 يوليو 2016

استئناف ــ سيف كريم ــ شاعر من العراق



1_ استئناف
القليلُ القليلُ من الوقتِ
وتنتهي هذه الحكاية
نصعدُ جميعنا الى الكواليس
ونطالبُ بحذفِ مشاهدِنا..
كلّ الاخطاءِ حدثتْ
عندما كنا نظنُّ بأنَّ الكامرات
لا تعمل!
2_ ايقافٌ مؤقت
القليلُ القليلُ من الوقتِ
وتتحولُ اقدامُنا الى شجرةٍ
يكرهُها الربيعُ
ويتحداها المطر

يقتل الظلـمة ــ علاء كاظم ــ شاعر من العراق



يقتل الظلـمة
الثقب
الذي تسرب منه الضوء خلسة .

أنا سيّدُ هذا العدم ــ فايز العباس ــ شاعر من سورية

أنا سيّدُ هذا العدم…
أتركُ الأرضَ مسرحاً للعبث .
لا أؤثّثُ سوى الخراب .
أجلسُ على تلّةِ البلادِ المهدَّمة
و أُخرِجُ النصوصَ من فمي مثل الأفاعي .
أنا سيّدُ هذا العدم…
تمرّ بيَ الأغاني مشدوهةً بالحنين .
تزورني الحروبُ منتشيةً بالموتى .
يحوم حولي الجرادُ متأهّباً للجفاف .
و تسنُّ العقاربُ ذيولها للأحبة .
أنا سيّدُ هذا العدم…
أُهدي السرابَ للأحياء
و أسخرُ من باقاتِ الورود .
و أقنعُ الموتَ أن يعيشَ طويلاً طويلا .
أنا سيّدُ هذا العدم…
و هذي النصوصُ حيايا .

لأنكِ تشبهين الثلج ــ محمد حمدي ــ شاعر من العراق



لأنكِ تشبهين الثلج
في الذوبان
وروحي تشبه الزجاج
في الانكِسار
ذبتِ أنتِ وأنا انكسرتُ كزجاج نافذة
في منزل مهجور ...

كلنا حفاة ــ محمد الخفاجي ــ شاعر من العراق



كلنا حفاة يا الله ، لماذا تترك الشمس تنزل من علوها
وتنام على الأسفلت ؟!

وأنا البحرُ ــ إيناس أصفري ــ شاعرة من سورية



وأنا البحرُ
والرملُ أنتَ
آتيكَ بموجة
فتحتضنِّي
ثمَّ لي أعودْ
ألوذُ بملحي
أعتِّقهُ
لأرميهِ عليك
بساطاً
من جديدْ
فيثورُ شوقك
تركبُ موجتي
لِتحنَّ إليكَ
ويعاودكَ الرُّكودْ
ذاك نحن
تارةً ألزم حدودي
تارةً تلزم حدودك
وأجملُ اللحظات
حين تمحونا الحدودْ

الثلاثاء، 19 يوليو 2016

الطّائرة الورقيّة... ــ رحيم الجماعي ــ شاعر من تونس



الطّائرة الورقيّة...
الّتي أَفْلَتَ حبْلُها
مِن يَدِ الطّفل السّعيد
سَتَكْبُرُ صورتُها
في ذاكرة الطّفل
حينما يكبر
ويدرك أنّ بلاده
قتلَتْ حُلْمَهُ بالطّيران
عندما كان صغيرا .

الاثنين، 18 يوليو 2016

" إلى أطفال بلاد ــ رفعت شيخو ــ شاعر من سورية



" إلى أطفال بلادي الذين يدربون الحياة كاﻷساطير "
البﻻد
حدائق مطوية بقبور عاجلة .
البلاد
أفواه خضراء تنهض من اﻷنقاض .

الأحد، 10 يوليو 2016

أتساءل أحياناً: ــ فايز العباس ــ شاعر من سورية

أتساءل أحياناً:
كيف سيأخذُ قنّاصٌ صورةً لابنته الصغيرة ؟!

عن هذه البلاد: ــ ربا وقاف ــ شاعرة من سورية

1
هذا المطرُلا أعرفهُ،
لا ناياتَ فيه..
ودموعي تُغرِقُه.
2
هنا
لاشيءَ يُشبهُ الصباحَ إلّا الذِّكريات.
3
أيّتها البلادُ الغريبة:
لعلّنا أجملُ مافيكِ سوى أنّك تشبهينَ ضياعنا،
وتُشبهينَ خوفنا القديم.
..
ومع ذلك..
سأغنِّي للشّمسِ تطلعُ من الشَّرق، للقمرِ في حضنِها،
ولضيائه
الذي يغسلُ المطر.

السبت، 9 يوليو 2016

بعض السراب عاقر ــ لارا حسين ــ شاعرة من سورية

بعض السراب عاقر
لايحبل إلا بالفراغ
و يأتي الولد يدا
تلوح بالغياب.......

يا مـالـئَ الكأسِ ــ سامي مسعود ــ شاعر من مصر



يا مـالـئَ الكأسِ هيا أعـطـنـي الراحا
أتـرعْ فــؤادي، بها أسـلـو الذي راحا
أفـرغْ عـلـيـنـا مِنَ الـتّرياق بَـهْـجَـتَـهُ
كم بالـمـدام من الأحـــزان ما انْزاحا
الـرُّوحُ ظــمْـآنـةٌ، قد جفَّ مَـنْـهَـلُـهَـا
لــقــد أبــادَ وعــادَ الــهــجــرُ أرْواحا
فساحةُ الحبِ، مثلُ الحربِ، تَـقْتُـلُـنَـا
أدْمـلْ بهـا كلَّ مـن في الحبّ قد ناحا
يا صــانعَ الخـمر عـتِّـقْـهـا بلا عجلٍ
فكـلُّـنـا عِـلـلٌ نـرجـــــوكَ إصْـــلاحا
في عتمة النفس قد تاهت شواطِـئُـنَـا
حتى بدا الكاسُ في الارواح مصباحا
الـعـقــلُ فـي نـشــوةٍ والقلبُ مُنْتفضٌ
أزال عـنَّـا وِصَـالُ الـخــمــرِ أتـراحا
فإنّـنـي فَــرِحٌ لــمَّــا أُعَــاقِـــــــرُهَـــا
لـطـالـمـا صــار كُلُّ الـوقـتِ أفـراحا
كأسُ الـطـلا صـاحبٌ ما دام يُذْهِـبُنَا
يا راعيَ الـكـاسِ لا تَـجْـعَـلْـهُ أقداحا

الخميس، 7 يوليو 2016

ذات يوم ــ سرمد سليم ــ شاعر من العراق



ذات يوم
ستصير أشجارا
صناديق الخشب التي دفناها فارغة
في المقابر

أشعر برغبة ــ محمد حمدي ــ شاعر من العراق



أشعر برغبة كبيرة بالضحك وبعدها :
أتقيأ حياتي عن آخرها .؟
ما معنى أن تبتسم بفم ميت
أن يخفق قلبك في مقبرة ...

(وبالمفيدِ المُختصر) ــ هشام كفارنة ــ فنان وشاعر من سورية

(وبالمفيدِ المُختصر)
وتقولُ لي :
- ياشاعري
من أين تأتي بالحلاوةِ كلها؟
من أين تنهمرُ الشموسُ الساطعاتُ على القوافي والصور ؟
- مِن ها هُنا
مِن وحيّ ما خطَّت يداكِ على دَمي
ومن اشتعالِ مشاعري
ومن الليالي
وانفعالي حينَ أهطلُ عِزّ صَيفِكِ كالمطر
من شَهقة ِالنارنجِ في البيتِ العتيقِ بحييّنا
ومِياه ِفيجتِنا التي قَد أَنبتت ضَوءَ الزنابقِ في الحجَر
من برقِ نارِك أشعلَ الشوقَ العميقَ بمُهجتي
فاستبشَرت بهِ فانهمر
من بعضِِ ما قد خلّفت شفتاكِ
من خمر ِ السكاكرِ في فَمي
من سهمِ عينيكِ الذي أَطلقتِه ِبدرايةٍ
فأصابَ قلبي واستَقر
من مدّ بحرك ِ
لم يَغب عَنّي ولَم يَهدأ ولا قطُّ انحسَر
قد خضتُهُ أبغي الوصولَ إلى فُراتي دونَ خوف ٍ أو حَذر
من قبلة ٍحرّى بها ضاعَت مَعالمُنا فصِرنا قابَ غُمرٍ مِن خَطر
ماعدتُ أَدري في رِحابِكِ يابهية ُمن أَنا ؟
أأنا أنا ؟
أم أنت ِ في أَلقي أنا ؟
ظلّ السؤال ُ يُظلّنا
وغدونا في كرٍ و َفر!
من وهج ِ نيرانٍ تبدّى
من أصابعكِ النحيلةِ حين َ تمشطُ غرَّتي برشاقةٍ فيصيبُني مس ٌ يعلقُني على غُصنٍ تأوهَ فانكسَر
من فيضِ عطرك ِحينَ
شاكست ِالقصيدة َ فارتمت حيرانةً وتأَلقت بي في يَديك
من ليلكٍ قد ضمّنا حينَ
التقينا فاهتدى حَالاً إِليك
فصَار َ عُمري مِن عَسَل
وجَديلةٍ قد حِرتُ كيف
أفكّها فرميتُ ماقد كانَ من تَعبٍ سَبا روحي عليك
وأنا المُشتتُ بين ثغرِك والقبل
ولهيبُ شَوقي في عُروقيِ قَد استَعَر
ماكنتُ أعرفُ أيَّ درب سوفَ يوصلُني اليكِ ولا إلى أينَ المَفر
من طيفكِ المَسكوبِ في ألقِ الخيال
من لمسةٍ حينَ
اقتربنا طوقتنا بالبهاءِ وماأََمَر
مِن مِن وَمِن !
ودّي أفيضُ غَمامةً
فأهز غصن َالتوتِ
كي يتساقط َ الثمرُ الشهي ُّيذوبُ في فمِك الثمر
ويلونَ الدنيا بقافيةٍ يتوقُ لها المغني و الوتر
فأرى بعينيكِ السعادةَ
تحتفي
والعيدَ هلََّ مراقصاً خصرَ القمر
-حَسنٌ فَقُل لي ياحبيبي مَن َأنا ؟
-فأَجبتُها بِمدامِعي :
لاتجزعي ...
رغمَ الجراحِ تبسمي
ولتَسلمي مِن كُلِّ شَر
الشامُ أنت ِ
وبالمفيدِ المُختصَر
أنت الشآمُ وذا المفيدُ المُختَصَر .

مذ ان تركني ــ احمد حيدر ــ شاعر من العراق



مذ ان تركني
وانا اغصُ مفاتيحاً
الابوابُ تخنقُ من لا يدَ له !
يدي ظلت معلقةٌ على كتفِه
حينَ قال لي :
ساعود ..