( رسالة تمشط أناملها )
كل شيء يسير
الصباح ..العمل .. توقيت الغداء ،
الأشياء تحدث وتنتهي
أنت غريب عن كل تفاصيلي
البارحة تسوقت لوحدي
اقتنيت الكثير من الملابس
لن أرتديها لحين قدومك
إنها ملابس صيف ربما ستأتي أنت شتاءً !
وربما لن تأتي ..
ربما سأكبر وتثلج جدائلي !
ربما يزداد وزن قلبي حزناً على غيابك
وربما ستذوب تراسيمي من غيابك !!
حياتي مؤجلة لحين قدومك ..
أتدري ؟
الشهر الفائت تعرضت لثلاث هجمات ألم رأس
كنت اتبعثر ألماً ، لم أتجرع أَيّ مسكن ،
كانت روحي ساكنة حزناً
وقبل يومين ألتقيت بصديقة
سألتني عنك رغم أنها لا تعرفك
بكيت كثيراً أيضاً دون أن تراني
ماذا أقول لهم ؟
أنا أكذب على قلبي طوال الوقت
وأقول له أنك قادم ..
قلبي المسكين يصدقني وينام
وأتضور وجعاً وأنا أراقب بكائي يتمدد على وسادتي ،
أنت هناك لا تعلم شيئاً عني
كيف أصبحت حبيبي ؟؟؟
استبدلنا بيتنا ببيت آخر
وعلقت إطاراً فارغاً في غرفتي
حتى أراك كل يوم ،
لا شيء بعد ،
أذهب لعمل ممل كل يوم
أعود بسيارة مملة
أتفقد قلبي
أطمئن عليك
أغلق النوافذ وأبقي الباب مفتوحاً
أكذبُ على الباب أيضاً
أقول له سيأتي حبيبي اليوم ،
وكلما حان موعد الصلاة
أنصرفُ لصلاة الأستسقاء
يا الله أريد المطر .. أبعث حبيبي من جديد
إنه حجر ...
أريد أن أخبرك أشياء أكثر حتى أنصرف لغيرها
المخيمات مازالت مثلما هي
الكهرباء معتمة بانتظام
الماء له طعم العطش
الغرباء اعتادوا على عاداتنا الغريبة
جارتي تغني كل يوم
لا أفهم لغتها ولكني أنهض من غيبوبة الفرح
أعتقد أنها تغني عن عاشقة ولدت من السحاب !
وبائع الكرز لم يأتِ منذ أيام
يقولون إن حقل الكرز قد سرقه جائع حرب
والخباز يصنع نوعاً جديداً من الخبز
يقولون أيضاً إنه من قمح بلاد البجع ..
أتعلم ؟ المدينة تستعد لأستقبال الشمس
أشعلت نوافيرها في الشوارع الكبرى،
تروي تراب المارّة
توجد حمامتان هنا
تزوران بيتنا كل صباح
أمي تعّد لهم الفطور قبل أن تحضّره لنا
لكني أحسدهما
كل صباح أنظر لجناحيهما بغيظ
لو أني أمتلك جناحاً ...
أنت لا تعرف شيئاً عني
حدث الكثير .. مازال رأسي يؤلمني،
لقد قررت قص شعري
ربما سيطول أيضاً ولن تعرف أنت ،
لأنسى أنك نسيتني كتبت رسالة
سيحملها لك بائع الجريدة
إنها تمشط أناملها وتعد المساء
ستنام الرسالة ولن ينام النسيان ،
أحبك رغم كل شيء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق