الجمعة، 15 يناير 2016

الرجل البالي " مجيدة البالي " شاعرة من المغرب

الرجل / البالي
_____________

كان علي ان أذخر ملابسه القديمة لأحيك مكنسة من عناق حين يلفني الغبار و الصداع
كان علي ان أضيف  للجدار نافذة سرية و شمعة و مرآة و ما جف من سنابل القمح الأسمر 
كان علي ان اكتب له رسالة اخيرة  و قسما بمسيرة  بلا خذلان
و ان احتفظ منه بأكثر من نظارة و راديو صغير و وقفة بمحطة قطار
كان علي ان اقسًم الشهور الى أعوام
و البس يوليوز حداد الحرير بالكفن
و أزور طيفه بين المقابر في السنة اكثر من مرة لأكثر من مجرد مرور
كان علي ان أصغي مليا لبكاء الحزينات في البهو
و ان افهم وقع النواح على ذاكرتهن المتعبة كارامل من قصب
و ان أذخر دموعهن في خوابي القش الملطخ بالطين المعجون بخيبات سابقة
و ان اسقيهن من ملحه رشة وصل حين يخرج الرجال لرحلة صيد الاستسقاء 
كان علي ان اعرف كيف ترتب الحقن المسيلة للموت
أسرة المودعين في غرف انتهاء الوقت
كان علي ان أَشْنُق اللوحة بالخيال و اركض بعيدا كغزال
يوزع التين المجفف و الماء و لا يترك لجوعه و للعطش شيئا
كان علي ان اعرف فقط و قبل ان يزورني في المنام
ان رجلا بريح التعب و الخوف و الحرمان
كان هنا يحرس  في صمته حفنة احلام ...
عاش و مات ..
و يعيش الان  اكثر مما عاش ... 

مجيدة البالي / المغرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق