الليل كما كل ليلة
لا جديد ...
سماءٌ مظلمة ، أرضٌ إنارتها مسروقة ،
كلب في المدينة يتجول بعد أن نام السكان ،
سكان هذه المدينة ينامون قبل الدجاج
لقد وجَدتْ الكلاب كل الوقت لتكتشف بيوتها وأثارها وحدائقها العامة ،
حدائق هذه المدينة جميلة كثيراً ، لكنها تغلق باكراً ،
هذه المدينة تخاف مواعيد العشاق مساءً
تخافْ قُبلهم خلف المقاعد ،
والكلاب تتزاوج فيها ليلاً
تقفز من على غرفة الحارس الذي ينام حين المساء
كما كل سكان هذه المدينة ،
هنا لا تستطيع فعل شيء
أنا أراقب الجدران منذ أعوام ،
الجدران هنا ضخمة ، يقولون إنها بنيت بزمن الحرب
مدينة سميكة الجدران لا تسمع صوت أغاني جيرانك
ولا مواء قططهم .
قطط الجيران لها نكهة جميلة تنقذك من وحدتك
ولكن في هذه المدينة محكوم أنت بالوحدة .
لا جديد ،،
أنتظرُ أن يرن هاتفي كل وقت ،
أنتظر أن يمر اسمك بخبر عاجل على هذه الشاشة الفاخرة
إنها تشحذ اسمك كل يوم ، ولا تحصل على شيء.
هنا لا أشعر بشيء
أنام في الفجر لأحصل على مرور الوقت بغيابك
أه بمناسبة الوقت ،..
الساعة التي تزين الطاولة
كم تلحقني بنظراتها إينما تجولت في هذا البيت
البارحة شعرت بأنها تشتمني
أينتظرك التوقيت معي !! لا أدري ،
صحيح ،، أريد أن أسألك : لماذا لم تحبني ؟
ألم يكن طول قامتي مناسباً لقامتك ؟؟
رغم إني أملك مئة وأربعة وستون سنتمتراً ؟ إنه رقم مثالي لبناء غابة ،،،
ربما الحب لا يحتاج للطول ربما يحتاج لقليلٍ من التخلي عن الكتابة ،
هذه المدينة الكسولة تقلقني بشدة
كلما حان موعد الصلاة تذكرت موعدك الأول لأبدأ بحفلة بكاء
في اليوم الواحد أبكي خمس مرات كل مرة بأربع ركعات للنسيان ،
يقولون الدعاء عند السجود مستجاب فلماذا لا أنساك ؟؟؟؟
لن تجيبني أعلم فأنت أيضاً كقطط الجيران بيني وبينك جدران حرب
ربما علي أن أجهز قهوتي وأكمل الحكاية لنساء هذه المدينة النائمة .
خوناف أيوب / سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق