السبت، 16 يناير 2016

وحدي " ربى بطيخ " شاعرة من سورية

\وحدي\
للشّمْسِ ذِراعٌ طويلةٌ جداً
لنافِذَتي  زُجاجُ الوَقْتِ و الانْتِظارِ الهَشِّ
و لا ستائرَ في غُرْفتي هذِه 
قَوْسُ القُزَحِ طَرِيقٌ وَعْرَةٌ نَحْوَ الإِلَه
المَطَرُ   دَمْعُ الّلهِ
أبُو الحِنّ   \طائرٌ حزينٌ   \بثيابٍ أنيقةٍ
ما زَارَ شُرْفَتَنا هذا الصَّباح!!!!
قلبيَ كانَ حديقة ً قُرْبَ ذاكَ النَّهْرِ
مَنْ وَطِىءَ البنَفْسَجَ ؟      و استباحَ  النّدى؟؟
رُوحِي  نَرْجِسَةٌ  برّيّةٌ   أَدْمَنَتِ   العِطْرَ  والنَّهَار
مَنْ دَعا الّليلَ الطّويلَ إلى هُنا؟؟
و الصَّبَاحُ الحُلو   كيفَ اسْتَقالَ  مِنْ أحلامِنا؟ 
   و اسْتَبْدَلَ الغيمَ المُعَطَّرَ بالنَّزِيف؟؟
مَنْ أوْحَى للأحْلامِ   
أنَّ الانْتِحارَ   هو   الفضيلة؟؟
مَنْ لوَّثَ الألوانَ في قَوْسِ القُزَح؟؟
مَنْ أدْخَلَ   الزُؤانَ    في قَمْحِ الرَّغِيف؟؟؟
كُنْتُ وَحْدي أَسْتَصْرِخُ النّاموسَ 
  و الكَونَ المُخَّلَّعَ في سُكُونٍ
و أنتظر
حِينَ صَارَ الدّمْعُ     ماءً  
  نَغْسِلُ أمواتنا  فيهِ
و نُنَظّفُ الأشْلاءَ  عَنْ حَجَرِ الطّريق
كُنْتُ وَحْدي أَذُوقُ مرارةَ  العَّصْرِ 
تَفَاهَةَ الأشْياءِ في جَحِيمِ الكَارِثَة
كُنْتُ وَحْدِي   مَعَ بَعْضِي و كُلّي على شَفِيرِ الهَاويَة 
نَنْظُرُ وَطَناً حزيناً عَاجِزاً رَاغِبَاً في دِفْء قُبْلَةْ

ربى بطيخ / سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق