الجمعة، 15 يناير 2016

نوافذ " محمد السوداني " شاعر من العراق

كلما حَكَمَ أحدٌ هذه البلاد :
كُنا نلوذُ بالمُنَجِّمِ المشهور
و كان يُعيد علينا النبوءةَ مرةً بعد مرةٍ
و لا نريدُ تصديقه قائلين باستهزاء : مخبول
غير إنّ صدى كلماته يتردّد كُلَّ تنصيبٍ جديد :
هو مجرّد مُقامرٍ محظوظ
و حين يَنْفَذُ حَظّه يوماً ما
سيدفعُ الآلاف ثمن ذلك ."
/////

ذلك الفَقْدُ : قاتلٌ مُحترفٌ و قاسٍ
كلما أحببنا أحدهم
رماهُ بسهم الغياب !

/////

الصغار الذين تمتلئ بهم التقاطعات عند إشارات المرور لا يهرعون لتنظيف الزجاج  الأمامي للسيارات المتوقّفة ..
إنهم يُحاولون إزالة الغشاوة التي تحجب قلوبنا عن رؤيتهم .

/////

النايُ : آلةٌ وديعةٌ جداً
تَجْمَعُ المُحبّين بحنين صوتها الشجيّ
لكنها تستحيل لوحشٍ كاسر
يؤلم القلوب
حين تحتلها الهمزة ..
همزةٌ صغيرةٌ فوق حرف الألف
لتُصبح ذلك القاتل الصامت
المسمّى : ( نأيْ )

/////

مُنذ الصِّغَر ، يقولون لنا :
انه كبير ، و كبيرٌ جداً
فيكبُر في داخلنا و يستمر هكذا
و في لحظة يأس و خَيبة واحدة
يبدو صغيراً جداً ذلك الكبير المُسمّى :
وطن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق