السبت، 16 يناير 2016

نهرنا الذي مضى - ايلي لافين - شاعر من سورية

-نهرُنا الذّي مضى

-1-
الحرب تلتحفُ التّراب و تلتهمُ الآدمية
مساءً قلتُها لصغيري، حينَ كانتِ الرّياحُ تلهو بالطّواحين
"و نحنُ من نلتحف؟"
فاضَ النّهرُ بين يديك أيّها الطّفلُ الملاك؛ حليباً و قمحاً و أغنيات
للتّباشير بالطّمي قصصٌ حفظتها الحجارة
تردّد الصّدى في سفحِ الجبال "و نحنُ من نلتحف؟"
كبقيّة الرّعاة، صادرَ النّاي صوتي
لا قصيدة في العُشب إلّا الحرب، و عنها
و سنابلُ القمحِ، باكيةً
في الفجر تنتظرُها الرّحى
-2-
هذي الحربُ تضعُ أوزارَها فوقَ عاتقيّ
قديمةٌ هي و أنا أقدم
و نحنُ جهلاءٌ جهلَ الهنودِ الحمر بالبارود
لوجهك انطباعُ القمرِ على نهرنا
النّهرِ الذّي فارقنا يوم فاضت يداك
و فوقَ عاتقي أنت، و ذاتٌ عطشى
أسألُ عدوّي عن شربة ماء.. و أتمنّى
لو أنّ الغيومَ تمطرُ حُبّاً
لو أنّ العنكبوتَ ينسجُ خبزاً
و مضينا...
فراشاتٌ تقودُنا فوقَ دربٍ بائدة
يشيرُ صغيري إلى الغيوم
"من هؤلاء؟"
هذه أحلامُنا و أحلامُ الذّين رقدوا
"من هم الذّين رقدوا؟"
هم نحنُ و لكن بأحلامٍ مختلفة
"و أين رقدوا؟"
رقدوا في الأزل، في لاهوتيةِ الفضاء..
-3-
كالغزالِ يقفزُ صغيري فوقَ الخضارِ النّدي
لو أنّ عينيك أدركت قوسَ مطرٍ
يخرجُ من صدري..
لاخضرّ قلبك
قاتمٌ أنا، و للّيل سواد
و أنا أقومُ اللّيلَ إلّا قليلا
نصفَهُ أو أزيدُ عليهِ قليلا
و أنت تعدو و تعدو و تعدو
لو أنّك تصيرُ نهراً بدلاً من فقيدنا الشّهيد
فتزهر التّينةُ و الزّيتونة...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق