لم يعد للخوذةِ ،
ودرعيَ الواقي... مِن داع
منذ ان خُضبتْ بَذتي العَسكرية
بِدمِ صَاحبي وجُملةٍ اخيرة
قال لي فيها بنحوٍ خائفٍ جداً
"لا اريدُ ان اموتْ ........... "
لكنهُ مَاتْ .. رُغماً عَنْ انفِ الحياة
لـمْ يعد للغدِ مِنْ جدوى
منذُ ان ارسلتني الحَربُ
لقتلِ من يُشاركونني الهَواء في هذا الوطن
منذُ ان طالتْ لحى المؤمنين
ومعها لسانهم المكفِّرُ كل اسبابِ الجمال
اضغطُ على الزِناد
اسمع بكاء امٍ وطفلين
اقتربُ ..
يخرج احدهم بحزامٍ ناسف
يحكم عليَّ بالموتِ لو اقتربتْ
اخاطبُ المُهَدَدينَ معي
لا تخافوا ..
سأموتُ وحدي وتَنجون
اعودٍ لماضٍ قريب
لشارعنا ،
لمباراةٍ محتدمة بين صغارِ الحي
لم تنقل على الهواء مباشرةً للأسف .. الا لي
الجيرانُ والعصافير من حولهم
ورجل المرور البعيدُ لا احد منهم يعرفُ النتيجة
الا انا .. الوحيد المهتم ..
يتخاصمون
يتدافعون ..
يسجلون هدفاً عالمياً
خَتمَ حفنةً من الطينِ فوقَ بدلتي الانيقة
اهاتف رقماً لحبيبتي خَارجَ التَغطية
اطلبُ تأجيل مَوعدنا نصفَ ساعة
لألبس مضطراً ..
طقمي الازرق الارشق من بدانتي
اذهب اليها ومعي قبلةٌ وقصيدة
اطالع المكان ولا ارى منها اثراً يجالسني
اطلق العنان ليأسي
واشتمُ ..
اشتم ماضٍ اخذها مني
دونَ اذنٍ ، دون ان يعي
انها النبضُ ، ودونها انا .. اكثر الاحياءِ موتاً
فجأةً اسمعُ صوتها ..!َ
عائداً لمعركتي ..
صوتٌ يشببها ..
هناك حرةٌ تستغيثْ
تنادي الله ..
يرسلني اليها رسولاً مخلصاً
اجدُ احدهم يحاول ان ....
أدخل في مبارزةٍ مع الشيطانِ
بأولِ مرةٍ التقيهِ فيها وجهاً لوجه
ارتبكْ لأن لدي الكثير من الذنوب
احاور الايمانْ بداخلي
يأخذ زمام المبادرة ويقتل الشر
في خمسة امتارٍ مربعة فقط من العالمْ
كلما تعالى رشقُ الحتوف من حولي
وقامت قيامة يصبح فيها التنفس
اخر ما تَبقى للوجودِ من ادلة ..
اتلو على مسمع الذات
رسالةً لم تصل اليها ، ولن تصل
في هذه الدنيا ..
قلتُ فيها :-
في المَعرَكَة ..
أتَحسسُ قَلبي
اضعُ مَكانهُ خَصلةً من جَديلتكْ
اختارُ جَبهتي مكاناً لِصورتِكْ
وأدخُل اجواءَ التُرابْ
ورشقاتِ الوَغى العَبثية
وانــــا ..
أُغني الحُبَّ بصوتٍ عالْ
لأصنعَ زلازلَ تترى بسواتِرِ اعدائي
أرميهم ..
انا شهيدُ اللحظِ فيكِ
والميتُ فيكِ الفاً دون موتِ
بحرقةِ ابتعادي عن اصابعكْ
وإفتقادِ كتفكْ
لهَمسي المُغني دونَ نُطقِ
فأُسقِطُ مِنهم عَشراً عَشراً
مع كلِّ اغنيةٍ تَنتهي ،
بين احضانِ لِساني الذي ..
لا يرددُ فيها ، سِوى إسمكِ مُكرراً !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق